قصة نوح عليه السلام في مخطوطات اليهود وأدبيات الشعوب.. دراسة مقارنة

قصة نوح عليه السلام في مخطوطات اليهود وأدبيات الشعوب.. دراسة مقارنة
بقلم الأستاذ هشام طلبة
باحث وكاتب إسلامي متخصص في البشارات
بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في كتب أهل الكتاب
نوح هو أول الرسل وهو أبو البشرية الثاني أو كما سماه بعض المفسرين آدم الثاني. وقد سماه الله من قبل عبدًا شكورًا وذكر في كتاب الله ثلاث وأربعين مرة. وقصته في القرآن هي الأكثر ذكرا بعد قصص موسى وإبراهيم.
كذلك تذكر قصة نوح والطوفان في عدد كبير من الأسفار القديمة السابقة للقرآن. فكما هو معلوم أنها ذكرت في التوراة فإنها ذكرت كذلك في كتب العقائد اليونانية القديم ( الثيوجونيا على الأرجح ) حيث ( يذكر أن أولاد " إيبيميتيه" و"بادور"(آدم وحواء) قد غضبت عليهم الطبيعة فأرسلت عليه طوفان أغرقهم جميعًا إلا "دوكاليني" وزوجه "بيرها" فقد هداها "بروتييه" إلى صنع سفينة مخرت بهما عباب الطوفان حتى رست على جبل برناس وظلا على قمته حتى أقلعت السماء وبلعت الأرض ماءها )(1).كما تذكر القصة في كتاب "الفانديداد" المقدس عند الزرادشتية (المجوس) يزداد فيه حمل نوح في السفينة من كل زوجين اثنين(2). نجد قصة نوح أيضًا في الكتب البابلية القديمة حيث يسمى نوح باسم آخر هو "أترهاسيس" الذي ينجو هو وعائلته فقط من الطوفان(3) بركوب السفينة التي ترسو على جبل الجودي(4) تمامًا كما ذكر في القرآن الكريم. بل لا نكون مبالغين لو قلنا إنه لا يكاد يخلو شيء من أدبيات التراث البشرى لأي شعب من ذكر لتلك القصة ، وقد يكون ذلك من بقايا الحق.
* قال ربنا عز وجل : { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ } [فاطر:24].
وبحثنا هذا يهتم بنواحي الإعجاز المختلفة في هذه القصة في القرآن الكريم. فعلاوة على الإعجاز البياني – وهو أصل الإعجاز القرآني – وجدنا ثلاثة أنواع من الإعجاز في قصة نوح في القرآن الكريم، مقارنين إياها بما ورد عن نوحٍ في الكتب سالفة الذكر.
وفي عقب جدول هذه المقارنة نذكر ما يستنتج منها.
بند المقارنة
الرواية في القرآن
الرواية في التوراة الحالية
الرواية في مخطوطات اليهود وأدبيات الشعوب
1- اسم صاحب ملحمة نجاة البشر.
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا } [العنكبوت : 14].
- نوح أيضًا ، ومعنى نوح في العبرية البقيا والتلبث ، مما يؤيد النص القرآني المذكور آنفًا(5) فالقرآن بذلك قد صحح للتوراة نفسها معنى "نوح" إذ أنها تفسره على أنه من العزاء ( تكوين29:5).
- نوح في مخطوطات اليهود بينما عند البابليين في ملحمة "جلجامش" فكان "أتنابشتم" Utnapishtim وعند الهندوس "مانو" وعند الصينيين "فوهي" وعند اليونانيين "بروميثيوس" Prometheus. وعند قبائل الأزتك بالمكسيك "تابي" TAPI (6).
2 – نبوة نوح.
- { إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ } [النساء : 163] ، {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا } [الشورى :13].ذكر الله عبودية ذلك النبي له فقال : {فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا } [القمر:9].
- لا تتحدث التوراة الحالية عن نبوة نوح ودعوته ولكن تتحدث عنه كبطل شعبي فحسب.
- ذكرت كتب مثل (مثل التلمود : Sanhedrin108a-108b والميدراش "بسكيتارباتى" و"تنحومة نوح"5 ، كما ذكر اللاهوتي المسيحي الأقدم والأشهر " أوريجانوس" في بعض كتاباته أن نوحًا أخذ يوعظ قومه120سنة Tanhuma 3.30/Origen, cantra celsum
3 – الكتاب الذي جاء به.
{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } [الشورى :13].
- لا ترد هنا.
- ذكر سفر ميدراش برشيت ربا (34 ، 6 ، 36 ، 13 – 14) أن نوحًا أوحي إليه بكتاب من عند الله هو " وصايا نوح ".
4 - صفاته
- ومن صفاته عليه السلام أنه نبي شكور : { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا } [الإسراء:3].
- أما صفاته في التوراة الحالية : فرغم ذكرها له في سفر التكوين (8:6) أنه حظي برضا الرب إلا أنها ترجع بعد ذلك فتقول إنه شرب الخمر وسكر وتعرى داخل خيمته فأبصره أحد أبنائه. فلعن نوح ابن ولده هذا وهو لم يأت بعد ولم يفعل شيئًا (تكوين20:9-25).
- لا تذكر التوراة أن نوحًا كان صاحب رسالة.

- أما صفاته في كتب أهل الكتاب الأخرى : فيذكر بعضها (ميدراش برشيت وبا31,13 و"ياشار نوح" ص15أ160أ و"ميدراش تنحوما , نوح7) أنه كان قاسيًا رفض دخول سبعمائة ألف طفل إلى السفينة قائلًا : " ألستم من تمرد على الرب!".
كما ذكرت بعض الكتب الأخرى أنه كان ضعيف الإيمان ، ولم يكن جديرًا بالمعجزات التي قام بها الرب من أجله! (ميدراش برشيت ربا32,6)(7). وأنه أول من أفرط في احتساء الخمر ، وأول من صب الشتائم واللعنات ، وأول من أدخل نظام العبودية ، والعجيب ، أن هذا السفر – ميدراش برشيت ربا – ذكر في موضع آخر (34 ، 6 ، 36 ، 13 – 14) ، أن نوحًا أوحي إليه بكتاب من عند الله هو "وصايا نوح".

5-مكابدته لقومه.
- {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا}. [نوح:5-7].
{ وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ } [القمر:9].

- لا يرد هنا , ولا يذكر أنه صاحب رسالة أصلًا.
- تذكر أدبيات شعب الأزتك في أمريكا الجنوبية أنهم رموه بالجنون ، وأنه عانى كثيرًا في أثناء دعوته لقومه وصبر على أذاهم. أليس هذا ما ذكره القرآن الكريم : { وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ } [القمر:9]!!.
6- نسبه وتاريخ ميلاده ، وذريته وتاريخ الطوفان
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا... لِّلْعَالَمِينَ } [العنكبوت : 14 ، 15].
- لا يهتم القرآن بمثل هذا من حشو الكلام. وإن كان يفهم من الآية السابقة أن نوحًا بعث في الخمسين و أخذ يدعو من السنين تتمة الألف.

بينما تهتم التوراة بالأمور التاريخية كذكر أسلاف نوح وذريته وأعمارهم. وعلى الرغم من عدم أهمية ذلك على الإطلاق فقد أخطأت التوراة فيها بشكل واضح ؛ إذ بعملية حسابية بسيطة من سفر التكوين –الإصحاح الخامس- نجد أن بدء الخليقة كان عام 3761 قبل الميلاد !! معنى هذا أن قدماء المصريين ولدوا قبل الخليقة ؟ وأن نوحا كان من معاصري إبراهيم !! وأنه بين وفاة آدم ومولد نوح مائة وعشرين عامًا !!(8).
لا تكاد مخطوطات اليهود و كتبهم المخفية تختلف مع التوراة الحالية في ذلك.
7 – أسباب الهلاك.
- { قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا } [ نوح : 21 - 25 ].
- أما التوراة فقد حددت سبب هذا الطوفان أن أبناء الله نظروا إلى بنات الناس واتخذوا منهم أزواجًا!! فندم الرب على خلق الإنسان ندمًا شديدًا!!! وقد نتج عن ذلك جيل الجبابرة. وقد علقت طبعة دار المشرق للكتاب المقدس-بيروت- على ذلك بقولها : إن التوراة هنا تعود لأسطورة شعبية عن جبابرة ولدوا لكائنات بشرية وأخرى سماوية. وقد رأت نفس الطبعة أن آباء الكنيسة منذ القرن الرابع فسروا كلمة " أبناء الله " التي وردت في سفر التكوين عند ذكر الطوفان على أنهم ملائكة مذنبون !! نقرأ ذلك أيضًا في سفر "أخنوخ" –وهو من كتب الأبوكريفا" –أن فسوق البشر لم يكن سوى نتيجة من العمالقة!! (أخنوخ 9 -10).
- أما كتب أهل الكتاب الأخرى كالتلمود وغيره. فنجد في بعضها ما يقترب من القرآن الكريم في ذلك مثل كتاب السنهدرين في التلمود Sanhedrin108a-108b والميدراش "بسكيتا رباتى" Beskita rabbati وكتاب " تنهوما نوح Tanhuma Noah.
وكذلك في كتب العقائد اليونانية القديمة (الثيوجونيا على الأرجح) حيث تذكر أن أولاد " إيبيميتيه" و"بادور"(آدم وحواء) قد غضبت عليهم الطبيعة فأرسلت عليهم طوفانًا أغرقهم جميعًا إلا "دوكالينى" وزوجه "بيرها" فقد هداها "بروتييه" إلى صنع سفينة مخرت بهما عباب الطوفان حتى رست على جبل برناس ، وظلا على قمته حتى أقلعت السماء وبلعت الأرض ماءها(9) ، كما نقرأ في كتابي "يلكوت" الجزء الأول ص44 و" أجاوات بريشت " ص38 أنه حينما بدأ جيل الطوفان في عبادة الأوثان تألم الرب – معاذ الله – كثيرًا لما فعلوه.
كذلك ذكر كتاب " ميدراش بريشيت ربا " أن قوم نوح كانوا يمارسون أعمال النهب دون أن يقعوا تحت طائلة القانون(10).

8 – أسماء آلهة قوم نوح.
{ وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا } [نوح:23].
- لا يرد هنا.
نجد أسماء آلهة قوم نوح المذكورة في سورة نوح مذكورة في المخطوطات القديمة للشعوب البائدة , فالإله"ود" هو إله القمر في النصوص الثمودية واللحيانية والعربية الجنوبية ، كذلك الإله "نسر" نجده في التلمود تحت اسم "نسر(11) إذ تقلب العبرية السين شينًا.
9 – نوع الهلاك.
- { فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ } [القمر : 11 ، 12].
- ترى التوراة أنه علاوة على هطول الأمطار الغزيرة تفجرت المياه من لجج الأرض العميقة في باطن الأرض ! المعروف أنه لا يوجد أمواج للمياه في باطن الأرض أبدًا ولا حتى طبقات مجوفة للماء. إنما هي طبقات صخرية بها مسام أو شقوق مشبعة بالماء.
- نجد لهذه الجزئية قرينة في سفر من أسفار السوديبيجرافا المخفية وهو سفر "أخنوخ" (54) حيث يقول : "سوف يلتقي الماء مع الماء [كما ذكرت الرواية القرآنية] ، الماء المذكر من السماء مع الماء المؤنث تحت الأرض".
10 - سبيل النجاة.
- {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ } [القمر : 13].
- اتفقت التوراة مع القرآن في أن النجاة كانت في سفينة بناها نوح. إلا أن النصارى اختلفوا مع اليهود في تحديد شكلها إذ يراها النصارى مستطيلة.
- الأسفار سالفة الذكر تذكر أن النجاة تمت للمؤمنين عن طريق سفينة بناها نوح بوحي من الله ، أما أدبيات الشعوب القديمة : فيتفق أغلبها على أن الإهلاك تم بطغيان الماء ونجاة الناجين تمت في سفينة رست على قمة جبل ، اللهم إلا أدبيات الهندوس التي ترى أن النجاة تمت بسمكة كبيرة تجر السفينة وكذلك أدبيات الإنكا الحمر التي ترى أن النجاة من طغيان الماء كانت بصعودهم إلى كهف في أعالي الإنديز كما أخبرت حيوانات اللاما منقذهم بذلك.
أما أدبيات هنود الدلاوير الحمر فترى أن النجاة من المياه تمت على ظهر سلحفاة إلى أرض يابسة ؟ (12).

11-خصائص السفينة(13):
أ- كبيرة الـحـجـم.
ب- ذات مقدمة مـدبــبــة.
ج – لها بـاب.
د- ذات دسر (مسامير).
ه- ذات ألواح.
و- ذات مراسي.
ز – أبعادها مـعـجـزة.

أ – عبر القرآن عن كبر حجم السفينة بوصفه لها بالفلك (السفينة الكبيرة) ثماني مرات.
ب- في موضع واحد ذكر القرآن مصطلح السفينة لفلك نوح ، والفعل سفن يعني القَشْر ، وقد سميت السفن بذلك لأنها تقشر وجه الماء وهذا لا يتأتى إلا إذا كانت مقدمة السفينة مدببة.
ج – ذكر القرآن الكريم وجود باب للسفينة بقوله تعالى : {فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} [المؤمنون : 27 ]. والسلكة تعني دخول شيء في شيء ، لا شيء فوق شيء. إذًا السفينة كانت لها فرجة طبيعي أن تغلق بباب حتى لا يدخل الماء.
د،هـ :{وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ } [القمر : 13].
و- {بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا}[هود:41].
ز –{ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا } [هود:37].

- تسهـب التوراة الحالية في وصف أبعـادها وعدد طوابقها.كذلك يفهم من النص الإنجليزى , Rsv king James version أن شـكـل السـفينة كالصندوق فيقولون Ark أي : التابوت مثل تابوت العهد. وذلك مستحيل لأن ذلك يجعلها تتكسر أمام الأمواج.
- اهتمت التوراة كذلك بكم ذراع يبلغ عرض أو طول أو ارتفاع السفينة.
- لم تذكر التوراة الحالية أن السفينة كان لها ألواح بل ذكرت أنها صنعت من نوع غريب من الشجر ولم تحدد إن كان على هيئة جذوع مثلًا أو ألواح.
- كما لم تذكر مطلقًا أن المسامير كانت من مكوناتها.
- لم تذكر التوراة الحالية أيضًا المراسي أو الأبعاد المعجزة للسفينة.

- يذكر سفر أخنوخ أن الملائكة هم بناة السفينة وهو ما لا يتناقض مع قوله تعالى : { بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا }.
- لا نجد في هذه الكتب وصفًا لبقية خصائص السفينة.

12–اكتشاف السفينة ، ومكان استوائها.
- { بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا}[هود:41].
{وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ } [هود:44].
- { وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } [القمر:15].

- تقول التوراة الحالية جبل آرارات.
- لا تذكر التوراة الحالية ولا يفهم منها مطلقًا أنا سنجد يومًا هذه السفينة أو نكتشف مكان استوائها.
- اكتشف فريق علمي روسي أن جبل أرارات جبل بركاني يستحيل أن يكون به بقايا سفينة خشبية أو غيرها لتعرضها حتمًا لصهارة البركان الذي ثار أخيرًا عام 1840 م.
(حسب ما روت وكالة انترفاكس الروسية في إبريل 2005 م ).

- نجد له قرينة في سفر أخنوخ حيث يقول الرب : "سأضع يدي على السفينة وأحفظها" (أخنوخ67).
- وتقول التوراة الآرامية (الترجوم)(14) جبل "كاردو" أو الجودي وقد شايعها في ذلك أدبيات البابليين القديمة(15) والميدراش Genesis rabba وكتاب "العاديات اليهودية" للمؤرخ اليهودي القديم "يوسيفوس" (16) ومن المعروف أن اليونانيين والرومان يسمون الكرد "كاردوك" أو "كاردوكي" كما سماهم السومريون جودي(17).

13- علامة الطوفان
- { حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا... } [هود:40].
- قال ابن عباس وعكرمة والزهري وابن عيينة :{التَّنُّورُ} هو : وجه الأرض! ونعلم الآن أن باطن الأرض يموج بالحمم كالتنور تمامًا.
- "الفوارات" Geyzers جيولوجيًّا هي : عيون الماء الساخنة التي تفور في الهواء!.
- المعاجم اللغوية يفهم منها أن الفوران هو : ارتفاع سائل بسخونة نتيجة تعرضه لمصدر حرارة.

- لا ترد هنا.
- لا وجود لتلك الكلمة في التوراة لكن نجد قرائن لها في العديد من كتب اليهود الأخرى كالتلمود والكتب المخفية Pseudepigrapha. حيث نقرأ السنهدرين "في التلمود" ص108. و"راش هاششناه ص12 وكتاب الميدراش "كوهيليتربا" 9,4 (18).
تذكر هذه الكتب أن الرب قد أمر كل قطرة ماء بالمرور عبر جهنم قبل سقوطها على الأرض. ومن ثم فقد حرق المطهر جلد المذنبين... إذن فقد عقبوا بمياه ساخنة. بل إن كتاب p.160 Yashar Noahوكتاب الميدراش Tehellim29(19) تذكر أن من كانوا في الفلك حين بدأ الطوفان كانوا أشبة بحبات العدس في الإناء. مما يوحى أيضا بسخونة الماء.
وقد ذكر موقع:
www.trustbible.com أن بعض أدبيات الحضارات القديمة تذكر أن عيون الماء المتفجرة كانت ساخنة.
كما تذكر أدبيات الديانة "التيوتونية" , ( ديانة قبائل جنوب أسكندانافية وجزر البلطيق وشمال ألمانيا قبل العصر المسيحي بثلاثة أو أربعة قرون ).
تذكر الأدبيات نقرأ فيها أن البشرية خلال مكابدتها دمار شامل للعالم تعرضت لإضرام نار في الأرض " انتشار" حرارة " الأتون السفلى " وارتجت الأرض عند ذلك ارتفع منسوب المياه في النهار والبحار وابتلعت الأرض التي غارت نحو الأعماق وسادت أعوام مديدة من الشتاء القارس(20)

14- طبيعة الناجين.
- {.. قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ } [هود:40].
- لا يفهم من النص القرآني أن نوحًا و أبناءه هم كل الناجين.
- تفرد القرآن بذكر هلاك امرأة نوح.
- لا يفهم من النص القرآني أن السفينة حملت زوجين من كل الأنواع أو أنها كانت حديقة حيوان عائمة كما يفهم من التوراة الحالية.

- تختلف التوراة في ذكرها أن الناجين كانوا فقط نوح وزوجه وأبناءه الثلاث.
- كذلك تختلف التوراة في عدم كفر وإهلاك امرأة نوح.
- من الناجيين مع نوح زوجين (في الحيوانات الطاهرة سبعة أزواج) من كل صنف من حيوانات الأرض كلها (هي بالملايين كما نعلم)! بينما لا يفهم ذلك من النص القرآني.

- يتفق كتاب" أخنوخ" مع القرآن الكريم في أن أهل نوح لم يكونوا وحدهم الناجين من الطوفان إذ يذكر دائمًا : نوح وجماعته (21) Noah and his lot ، كذلك نقرأ في أحد الكتب المخفية عند النصارى Apocrypha وهو ( رسالة جون السرية ) The Apocryphon of john أن العديدين نجوا مع عائلة نوح(22).
- أما ملحمة (جلجامش) فتذكر أن نوحًا أخذ معه عائلته وعماله وأطفالهم(23).
- أما الناجون من البهائم فتذكر المخطوطات السومرية أن المقصود من حمل بعضهم في السفينة هو توفير المطعم والملبس وليس حفظ النوع(24) وهو ما نقرأه في أدبيات هنود الأنكا الحمر وشعوب جنوب غرب تنـزانيا (25).

15-عجائب الناجين
- بالطبع مثل هذا الهراء لا نجده في القرآن بالرغم من أن نفس هذه المصادر تتفق مع القرآن في تفاصيل عديدة لا توجد حتى في التوراة الحالية لكنها بالطبع كلها تفاصيل منطقية.
- تتحدث التوراة الحالية عن سفينة نوح وكأنها حديقة حيوان عالمية عائمة!!
- ومن عجائب ما يذكره سفرا "باروك" و"زوهار" أن نوحًا سمح للكذب بالدخول على شرط أن يصطحب سوء الطالع ! , وكذلك لم يستطع نوح أخذ حيوان "الريم" معه لضخامة حجمه فربطه نوح إلى الفلك وجرى هذا الحيوان خلف الفلك !! كما لم يتمكن من أن يجد مكانًا للعظيم "أوج" الذي كان ملكًا لمنطقة "باشان" ومن هنا فقد جلس آمنًا على قمة الفلك!!(26).
– كيفية انقضاء الطوفان وآثاره.
- { وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ }[هود:44].
- أما التوراة فترى أن الله أرسل ريحًا على الأرض جعلت المياه تتقلص! واندست ينابيع اللجج وميازيب السماء! ولا نعرف حقًّا ما هي الريح التي تجفف حجمًا من المياه وصل إلى قمم الجبال وكيف لم يتأثر الإنسان بتلك الريح ! كما لا نعلم ما هو الذي سد ينابيع الماء "اللجج!" وسد أيضًا ميازيب السماء!!
- يذكر كتاب " الثيوجونيا " المقدس عند قدامى اليونانيين أن الطوفان انتهى بأن ابتلعت الأرض ماءها ( غرائب النظم و العادات ، د. على عبد الواحد وافى ص.49-50 ) متوافقًا في ذلك مع القرآن الكريم.
17-الخروج من السفينة.
- { وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } [هود:45 ، 46].
- تذكر التوراة أن نوحًا عقب نزوله من السفينة أقام مذبحًا للرب وحرق له الذبائح فتنسم الرب رائحة الرضا! ( تكوين8-21) وقال : لن أعود إلى لعن الأرض! وأن علامة هذا الميثاق أن يفتح الرب قوسه في السحاب !! فيبصرها ويذكر الميثاق !! وذلك هو كما يفسره كل أهل الكتاب " قوس قزح"!!.
- لا تكاد تختلف مخطوطات اليهود عن التوراة فى ذلك.
18- سجل مواليد نوح.
- لم يهتم القرآن به.
- من العناصر التي اهتمت بها التوراة وأهملها القرآن تمامًا ذكر الأولى سجل أسماء أبناء نوح وأحفاده وأزواجهم وأعمارهم وأماكن سكنهم !!.
- لا تكاد مخطوطات اليهود تختلف عن التوراة فى ذلك.
19-اختلاف نـوح مع أحد أبنـائه
- {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ } [هود42: ، 43].
- لا تذكر التوراة مجاهدة نوح لأحد أبنائه ليؤمن ويدخل السفينة ثم رفض ذلك الابن لكنها تذكر بدلًا منها رواية أحد أبنائه حام له وهو ثمل ! فيلعن نوح ابن حام هذا كنعان وهو لم يأت للدنيا بعد! الأرجح أن اليهود أضافوا تلك الفقرة نكاية في الكنعانيين منافسيهم على الأرض.
- لا يرد هنا.
20 - نداء نوح لربه
- { وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45)‏ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ } [هود: 45 - 47].
- لا نجد هذه الفقرة الجميلة المؤثرة في التوراة الحالية.
- نجد بدلًا منها قصة عجيبة عن ولد لنوح ضحك عليه حين سكر و تعرى ! فلعن نوح ابنًا لولده هذا لا أباه الفاعل حسب زعم التوراة الحالية !
" فشاهد حام أبو الكنعانيين ! عري أبيه ، فخرج وأخبر أخويه... وعندما أفاق نوح من سكره وعلم ما فعله ابنه الصغير قال : ليكن كنعان ملعونًا ( الكنعانيون كانوا منافسو الإسرائيليين على الأرض ) !.

- نجد لهذه الفقرة قرائن في عدة مصادر يهودية قديمة وإن كانت مشوبة بخرافات عديدة ففي كتاب من كتب الميدراش " هجادول الجزء الأول ص154" وكتاب زوهار حاداش " نوح ص29 و"زوهار" المجلد الأول ص4 ,68 حيث نقرأ : " وحينما خطا نوح خارج الفلك إلى الخلاء أخذ ينتحب لرؤية الدمار الذي جلبه الطوفان ، فقال للرب: رب العالمين إنك تعرف بالرحيم فكان يجب أن تظهر رحمتك تجاه مخلوقاتك !! فأجاب الرب قائلًا : "أيها الراعي الأحمق تحدثني الآن هكذا!! ولما تفعل هذا حينما خاطبتك برقة قائلًا : أراك إنسانًا تقيًّا ورائعًا في جيلك وسأجلب الطوفان على الأرض لتدمير الخلق.. ولكنك لم تعتن بالدمار الذي سيحل بالأرض فور علمك أن الفلك سينقذك ولم تقم إلا ببناء فلك لذاتك حتى تنقذ نفسك!!... وأدرك نوح عندئذٍ حماقته وحتى يسترضى الرب ويعترف بحماقته.(27) بينما تتفق تلك الفقرة مع القرآن الكريم في مسألة مناداة نوح ربه بعد زوال أهوال الطوفان وانقضاء الأمر. إلا إنها بعد إغفال موضوع الابن الكافر تحول قول نوح { وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ } إلى إساءة أدب مع الرب حيث يقول كان يجب أن تظهر رحمتك !! قد حول عتاب الله البسيط لنوح { إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }، لم يقل حتى – إني أحذرك – إلى قوله لنوح : "أيها الراعي الأحمق"!! بل إنها تظهر نوحًا أنانيًّا انتهازيًّا لم يعبأ بدمار الأرض.
21- علامة العهد
- لا ترد هنا هذه الأخطاء العلمية. ألم تظهر ظاهرة قوس قزح على الأرض قبل الطوفان أصلًا؟.
- " وقال الرب : وهذه هي علامة الميثاق الأبدي الذي أقيمه بيني وبينكم وبين المخلوقات الحية التي معكم : أضع قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني و بين أهل الأرض " !!.
- لا ترد هنا.
• إذًا وجدنا عناصر القصة القرآنية مشتتة في عدد لا حصر له من كتب الأولين. مع أن عدد هذه الكتب كبير جدًّا. وللكتاب الواحد أكثر من نص. فالتوراة نفسها لها ستة نصوص أساسية ( اليشيتا – الفولجانا – السبعينية – السامرية – الترجوم – القياسية العبرية ) هذا عدا العديد من هذه النصوص مستعينًا بعلم يسمونه علم نقد النصوص ليصل إلى نص أقرب ما يكون للنص الأصلي المفقود(28). سنجد دائما تلك القرائن مع أن هذه الكتب كتبت بلغات مختلفة كالعبرية واللاتينية واليونانية والآرامية والمندائية وغيرها.
مع أن هذه الكتب نجدها مرة واحدة بل جمعها أصحابها على مدى قرون منذ القرن الرابع حتى الآن. أغلب هذه الكتب وجدناها كمخطوطات بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بقرون. أي أن هذه الكتب لم تصبح معروفة لنا إلا عبر وقت طويل جدًّا.
مع أن هذه الكتب لم يجدها أصحابها في مكان واحد. بل في أماكن متعددة كسيناء ونجع حمادي وكهوف البحر الميت ومكتبات نبلاء أوربا.
مع أن هذه الكتب كانت نادرة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن النسخ كان يدويًّا ، ولم تكن هناك طباعة ، وكذلك لحرق كتب أتباع الملل من الأباطرة.
مع أن حجم الكتب أيامه صلى الله عليه وسلم كان كبيرًا أو على هيئة قراطيس يستحيل تداولها سراً.
مع أن جزءً كبيرًا من هذه الكتب كان أسرارًا لا يسمح بتداولها إلا بين علماء كل طائفة. هذا عدا المخطوطات التي لم نجدها إلا في القرن الحالي. هذه الطائفة من الكتب يسميها علماء اللاهوت كتب "الأبوكريفا" Apocrypha وهى تعني في حرفيتها الكتب "المخفية" أو كتب "الأسرار" والمصطلحات وردا في القرآن الكريم فيما يلي:- { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ }[المائدة:15].
{ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً} [الفرقان:5 ، 6].
سنجد تلك القرائن دائمًا منطقية مع أن هذه الكتب تعج بتفاصيل غير منطقية.
في القصة التي نحن بصددها ( قصة نوح ) سنجد قسمًا منها في التوراة التي بين أيدينا الآن مع وجود تفاصيل في التوراة لا نجدها في القرآن كذكر سبب أسطوري لعقاب الطوفان وهو زواج أبناء الله (بعض الملائكة) من بنات البشر !! وكسكر نوح وتعريه ! وكذكر سجل مواليد نوح وأحفاده ! وعلاقة الميثاق بألا يكون على الأرض طوفان آخر وهو قوس قزح !
{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا }[النساء:82].
ما مدلول ما ذكرناه من تشتت عناصر قصة نوح في هذا العدد الضخم من الكتب السابقة ؟ هذا ما سماه القرآن الكريم الإعجاز الغيبي. وقد قال تعالى في آخر قصة نوح في سورة هود : { تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ {49} }[هود:49].
إذ آنى لآمي يسكن الصحراء في ذلك العهد أن يطلع على تفاصيل لم يعرف المعاصرون أغلبها إلا متأخرا جدا.
صلى الله وسلم وبارك على ذلك النبي وردَّ كيد من انتقص من قدره
{ وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }[يونس:37].

علامات قرب قيام الساعة

علامات قرب قيام الساعة

صورة للشيخ عبد المجيد الزنداني مؤسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة
الشيخ عبد المجيد الزنداني
مؤسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن
 مؤسس ومدير جامعة الإيمان في صنعاء اليمن
إذا كنت أيها العاقل بحاجة إلى الإيمان لأنك بحاجة إليه لتنجو من العذاب بالنيران وتكون من أهل الجنان ولأن عدل الخالق- سبحانه- يأبى التسوية بين المسلمين والمجرمين. ولأن خالق السماوات والأرض بالحق لا بد أن يقيم الميزان في كل قضايا الإنسان ولأن الذي حفظ خلقك ورعاك وأنت نطفة صغيرة لن يضيعك سدى.
ولأن هذا الطور الناقص من حياة الإنسان لا يكمل وتظهر الحكمة منه إلا بالحياة الأخرى ولأن ما تحتفظ به الأرض من سجلات لا بد من عرضه مرة ثانية (1)
ولأن مطامع الإنسان لا تشبع إلا بما أعد لها الخالق في الآخرة لأنها قد خلقت للآخرة ولأن الذي يبديء ويعيد وقد بدأ الخلق أول مرة يسهل عليه أن يعيد الخلق مرة ثانية ولأن الذي كتب الموت والحياة قد أرسل الرسل الصادقين وأيدهم بالدلائل والبينات فأخبرونا عن المصير وعن عذاب الله للعصاة في نار وقودها الناس والحجارة، كما أخبرونا عن السعادة الكبرى في جنة عرضها السماوات والأرض، ولقد أخبرنا الرسول محمد- عليه الصلاة والسلام- بأنه خاتم الأنبياء وأن الحساب قد قرب ولقد حدثنا عن علامات قرب الساعة التي ستأتي بعده عليه الصلاة والسلام فرأيناها الآن قد بدأت تظهر وما كان أحد ليصدق في الزمن الماضي بأنها ستقع لولا أن الذي أخبر بها هو رسول الله بتعليم من ربه ونحن اليوم نراها كما أخبرنا رسول الله وغداً يرى أهل النار ما وعدهم ربهم كما يرى أهل الجنة صدق ما وعدهم ربهم. وهذه بعض العلامات التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ا- ظهور العجائب التي لا تخطر على بال:
هذا هو زمن العجائب في المخترعات و المباديء والأخلاق والتنظيمات وفي هذا الزمان شاهدنا من عظائم الأشياء ما لم يكن يخطر لنا على بال، ولقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الزمان حتى لا تضطرب أفكارنا وتطيش مع الأمور العظيمة أفئدتنا فقال عليه وعلى آله الصلاة والسلام: " لا تقوم الساعة حتى تروا أموراً عظاماً لم تكونوا ترونها ولا تحدثون بها أنفسكم " (2). وقال عليه وعلى آله الصلاة والسلام: " سترون قبل أن تقوم الساعة أشياء ستنكرونها عظاماً تقولون: هل كنا حدثنا بهذا فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله تعالى واعلموا أنها أوائل الساعة" (3).
2- الحفاة العراة رعاة الغنم العالة سيشيدون العمائر المتطاولة:
لا يصدق إنسان من غير المؤمنين أو جاهل بالحديث أن راعي الغنم الحافي الذي لا يملك الحذاء ولا الملبس ولا الطعام يتمكن من بناء العمائر الضخمة ويطاول غيره في البناء حتى رأينا البترول يخرج من أرض الحفاة الرعاة العالة فإذا هم يتطاولون في البنيان، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أخبرنا بهذا قبل وقوعه بقرون فقال صلى الله عليه وسلم:
"إذا رأيت الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان فانتظر الساعة" (4).
3- زخرفة البيوت كما تزخرف الأثواب:
ما كان أحد من السابقين يتوقع أن يبذل الناس جهداً لزخرفة الجدران والبيوت وتخطيطها كما تخطط الثياب لما يسبب ذلك من كلفة ولأن ذلك ليس بالأمر الضروري حتى جاء هذا الزمان ورأينا الزخرفة التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتاً يوشونها وشي المراحيل " (5) والمراحيل هي الثياب المخططة.
4- تقريب أجزاء الأرض:
ما كان يخطر ببال أحد أن أجزاء الأرض ستقرب وتزوى حتى يتمكن المشاهد أن يشاهد في مرة واحدة تلك الأجزاء المتباعدة كما حدث ذلك لرسول اله صلى الله عليه وآله وسلم وكما أخبر فقال: "زُويت لي الأرض فأُريت مشارقها ومغاربها وسيبلغ ملك أمتي مقدار ما تزوى لي منها" (6).
أو كما قال ولقد أخبر الرسول الكريم أن الأرض ستزوى في أواخر الزمان فقال: "لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان وتزوى الأرض زياً". فهذه الأرض قد زويت فرأى راكب الصاروخ مشارقها ومغاربها ورأى الناس معه ذلك، وهذه المسافات قد اختصرت وهذا من زوى الأرض وتقارب الزمان وهذه الأصوات قد سمعت من الأماكن البعيدة والصور قد انتقلت وهذا من زوى الأرض وتقارب الزمان وهذه علامات الساعة كما أخبر الرسول الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم.
5- حديث السباع ونطق الجماد ونقل أخبار الزوجة إلى زوجها:
هل يمكن للسباع أن تتكلم؟ هذا مستحيل بالنسبة لمن عاشوا قبلنا... لكنها اليوم قد بدأت الكلام وهذه القطط قد بدأ بعضها يفصح... وغداً تلحقها السباع... لكن هذا من علامات قرب الساعة هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وغداً تقع الساعة كما وقعت اليوم بعض علاماتها وكذلك ما كان أحد يصدق أن الجماد سيتكلم لكنه الآن ينطق وبعد أن نطق الجماد، وكان من البعيد جداً أن يتمكن الجماد من التعرف على أحوال المنزل ونقل أخباره إلى الزوج بعد مغادرته بيته حتى تمكن الباحثون من صنع جهاز للتنصت ينقل الأخبار من أي مكان إلى حامل هذا الجهاز وذلك بواسطة توجيهه على موجة معينة وغداً يطور هذا الجهاز فيحمل في النعل في شكل عذبة سوطة التي تتحدث كما قد شاهدنا المذياع (الراديو) قد صنع في شكل نظارة ولكن هذا أيضاً من علامات قرب الساعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنسان وحتى تكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله وتخبره بما أحدث أهله من بعده " (7) وهذا هو حديث السباع ونطق الجماد وهذا من علامات قرب الساعة.
6- نهضة علمية مع جهل بالدين:
كان السائد أن القراءة إذا كثرت دلت على كثرة الفقه وأن الأمراء إذا كثروا، كثر فيهم الأمناء لأن الإمارات والولايات يتحرى فيها الأمانة، لكن آخر الزمان قد جاءنا بالعكس من ذلك كما قال عليه الصلاة والسلام: "من اقتراب الساعة كثرة القراء وقلة الفقهاء وكثرة الأمراء وقلة الأمناء" (8).
ولقد كان العلم دليلاً على قوة الدين والجهل دليلاً على ضعف الدين ولكن العكس هو الذي يكون في آخر الزمان كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام قال: "يكون في آخر الزمان عبّاد جهّال وقرّاء فسقة" (9).
7- وفرة الأموال واتساع التجارة وكثرة القراءة والكتابة:
قال عليه الصلاة والسلام: (إن من أشراط الساعة أن يفشو المال وتفشو التجارة ويظهر القلم " (10) وظهور القلم دليل على كثرة القراء والكتّاب.
8- تعرّي النساء وتمايلهن وجعل الرؤوس كأسنمة الجمال:
ما كان يخطر ببال أحد أن نساء المسلمين سيعملن على التعري والتمايل واتخاذ كل وسيلة تثير شهوات الرجال. لكن حركة التعري مشاهدة رغم وفرة الملابس فهذه الملابس الضيقة تجعل المرأة كأنها عارية وهذه الملابس الخفيفة الكاشفة تعري الجسم من خلف الكساء الشفاف وهذه الملابس القصيرة تكشف قدراً كبيراً من جسم المرأة رغم وفرة القماش والكساء الذي يكسو ما كشف، وهذه حمّامات السباحة المختلطة تشاهد فيها المرأة، وقد تجردت من ثيابها وكسائها وعرت جسمها إلا الفرج وبعض الثديين!! فهؤلاء هن الكاسيات لكنهن العاريات، ولقد تعمدت أغلب النساء أن يلبسن حذاء بكعب عال يجعل جسم المرأة مائلاً من الخلف إلى الإمام فتميل رؤوس المفتونين وقلوبهم مع ميل قلوب النساء وتمايل أجسادهن ومع هذا التعري والتمايل تلك التسريحات المختلفة التي تجمع الشعر، وكأنه سنام جمل يتمايل ولقد كشف هذا الرسول عليه وآله الصلاة والسلام فكانت الكلمات كأنها تقاطيع الصورة المشاهدة فقال:"صنفان من أمتي في النار لم أرهما؟ قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات. مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائل " (11).
9- تشبه الرجال كالنساء والنساء كالرجال:
ما كان يخطر على بال أحد من السابقين أن الرجال سيتشبهون بالنساء وبالعكس وخاصة في جو النخوة القبلية الذي يئد البنت حية تخلصاً من عارها، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر بذلك ويخبر أنه عن علامات قرب الساعة فقد قال: "من اقتراب الساعة تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال " (12).
10- تربية الكلاب وكراهية تربية الأولاد وظهور الفاحشة:
وما كان أحد يتصور أن الناس سيكرهون تربية أولاد من أصلابهم ويقبلون على تربية الكلاب وخاصة في بيئة عربية قبلية تفاخر بالأبناء وكثرتهم.
لكنها النبوة قد كشف الله لرسوله بها حجب الزمان، وأخبر أن ذلك من علامات آخر الزمان فقال عليه أفضل الصلاة والسلام: "إذا اقترب الزمان لأن يربي الرجل جرواً (13) خير له من أن يربي ولداً له، ولا يوقر كبيراً ولا يرحم صغيراً، ويكثر أولاد الزنى حتى إن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق, يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب أمثلهم في ذلك المداهن " (14).
هذه بعض العلامات قد شاهدناها، وقد أخبرتنا أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الكثير ورأينا منها الكثير والذي أخبرنا عن أمارات الساعة قبل ظهورها بقرون فرأيناها كما أخبر، هو الذي اخبرنا عن الساعة وأمرها وأحوالها مما يحث العاقل ويدفعه إلى أن يتفكر في مصيره الذي أخبره به الرسل الكرام صلى الله عليهم أجمعين، كما سيدفعه ذلك إلى أن يتفكر في أمر هذه الدنيا التي يعيش فيها.
نقلا عن كتاب نحو الإيمان تأليف الشيخ عبد المجيد الزنداني
الهوامش:

(1)تمكن الباحثون من تصوير أعمال الإنسان بعد عملها بربع ساعة وذلك من سجل الأرض الذي احتفظت به ولقد قال الله تعالى عن الأرض:﴿  يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا(4)بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا(5)يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ﴾(الزلزلة: أية 4- 6) وفسر الرسول بأن الأرض تشهد عل الناس بما عملوا علها.
(2) رواه نعيم بن حماد في كتاب الفتن من حديث سمرة بن جندب ورواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير.
(3) رواه الطبراني والبزار من حديث سمرة
(4) رواه البخاري ومسلم
(5) رواه البخاري في الأدب المفرد.
(6) رواه  الطبراني في الكبير من حديث أبي موسى الأشعري.
(7) رواه أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري ورواه الترمذي وقال حسن صحيح غريب والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وأبو نعيم في الحلية وغيرهم.
(8) رواه الطبراني عن عبدالرحمن الأنصاري.
(9) رواه أبو نعيم في الحلية والحاكم عن أنس.
(10) رواه النساني عن عمرو بن تغلب.
(11) رواه مسلم، والبخت: الجمال.
(12) رواه أبو نعيم في الحلية وروى غيره مثله.
(13) الجرو: هو الكلب الصغير.
(14) رواه الطبراني والحاكم عن أبي ذر.

قصة أصحاب السبت في كتب اليهود النادرة

قصة أصحاب السبت في كتب اليهود النادرة

 بقلم الأستاذ هشام طلبة
صورة لحاخامات يهود في فلسطين
كاتب وباحث مصري
استهزأ القرآن الكريم بالعنصريين من اليهود وتحداهم بذكر قصة أصحاب السبت ومسخ أجدادهم عندهم. وذلك باستخدام صيغ " ولقد علمتم "، " واسألهم "، " قل هل أنبئكم "  في الفقرات القرآنية الآتية التي ذكرت تلك القصة.، وفي ذلك رد على تبجحهم بنقاء عرقهم وأنهم شعب الله المختار.
{ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ } [ البقرة: 65، 66 ].
{ وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ } [ الأعراف: 163 - 166 ].
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ } [ المائدة: 57 – 60 ].
في هذه الفقرة الأخيرة يأمرنا القرآن ألا نوالي أو نهش لمن أساء إلى الإسلام أو نتزاور معه كما يحدث الآن للأسف الشديد، ثم يذكر الله صورة من صور هذا الاستهزاء ألا وهي سخريتهم من ندائنا للصلاة ( الأذان ). بعد ذلك يعلمنا الله كيف نرد على هذه السخرية المتهافتة بسخرية حقيقية ألا وهي ذكر لعنة الله وغضبه على بعض أسلاف اليهود في كتبهم وذكر مسخ البعض الآخر قردة وخنازير عندهم كذلك.
·       تتكلم قصة أصحاب السبت عن فريق من بني إسرائيل كانوا يسكنون قرية ساحلية، وكانوا يعملون بصيد السمك، فأراد الله اختبارهم فأمر الله السمك ( الحيتان ) بعدم الاقتراب من سواحلهم في أيام العمل الستة، بينما يكثر في يوم السبت وهو يوم يحرم عندهم فيه العمل، بل إن هذه الحيتان ( الأسماك ) كانت تظهر على الماء في يوم السبت إمعانًا في اختبارهم.
فما كان من هؤلاء القوم إلا أنهم شرعوا يحتالون الحيل، ورُوي أنهم كانوا يقيمون حواجز ( مصائد ) للسمك ليلة السبت ثم يجمعونه يوم السبت، أو أنهم كانوا يربطون السمك يوم السبت ويتركونه في الماء ثم يخرجونه ليلة الأحد أو نهاره (كما روى ابن إسحاق عن ابن عباس، وقال ابن كثير عن إسناده: إنه إسناد جيد ).
وقد انبرى فريق منهم يحذر العصــاة من مغبة عملهم، بينما اكتفى فريق ثالث بعدم المشاركة في الإثم، بل إنهم قالوا للفريق الناهي عن المنكر لِمَ تعظون هؤلاء العصاة الهالكون ؟! وكان عقاب الله سريعًا إذ مسخ العصـاة قردةً بينما نجَّى الفريق الناهي عن المنكر.
·       هذه القصة القصيرة التي يأمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يتحدى بها اليهود لكونها مكتوبة عندهم: { وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ }.. { وَاسْأَلْهُمْ }.. كما أسلفنا، وهذه أهم صور الهيمنة القرآنية، ليثبت لهم سابقتهم في المعصية.
هذه القصة نجد لها عدة قرائن في كتب اليهود:
·       أول تلك القرائن نجدها في التوراة الحالية، إذ يخاطب الله بني إسرائيل فيقول: " احتقرت مقدساتي ونجست سبوتي " ( حزقيال 8:22 ).
أما كيف نجست أيام السبت هذه ؟ فلم يذكر هذا السفر ولا بقية أسفار الكتب القانونية (التوراة الحالية).
·    لكنا نجد قرائن أخرى لكيفية إفساد أيام السبت والاحتيال عليها في كتب الحَلَقاه (قصص اليهود القديمة ) التلمودية ( المذكورة في التلمود ) وبعد التلمودية (1) ( المكتوبة في زمن ما بعد التلمود ) التي تنص على أنه من المسموح به نشر مصائد للوحوش والأسماك ليلة السبت لجمعها جمعًا طبيعيًّا يوم السبت.
والطائفة الوحيدة التي حرمت نشر الشباك ليلة السبت هي طائفة اليهود القرائين في كتب الحَلَقاه عندهم.
آخر تلك القرائن نجدها في بعض كتابات الربيين القدماء(2) وفي الترجوم الأورشاليمي ( الترجمة الآرامية القديمة للتوراة ).
حيث يتنبأ يعقوب بعقوبة لأبناء إفرايم بن يوسف في أوقات لاحقة نتيجة إمساكهم السمك بأفواههم في سنوات بعد يعقوب، فيصيبهم لثغة ويواجهون نهايتهم مثل السمك(3).
المعروف أن السمك لم يكن يومًا محرمًا عند اليهود. فلابد إذًا أن أكلة السمك المعنية كانت بشكل غير شرعي كما في حالة أصحاب السبت.
·    حتى ندعى أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو مؤلف هذه القصة يجب علينا افتراض أنه اطلع على تلك الروايات التلمودية والترجومية والربانية فوجد خيطًا يجمع بينها، فجمع من هذه ما يتفق مع تلك ثم حذف القصة القائلة ببناء الإنسان برجًا يصل إلى السماء ثم يفكرون أن يعيشوا فيه لاستحالة ذلك عقلًا. ثم أضاف ذلك الحوار بين الناهين عن المنكر والساكتين عنه. ثم صاغ الرواية بإحكام بليغ أو أنه وجد مخطوطة لم نجدها نحن حتى الآن تذكر القصة كما رويت في القرآن فاقتبسها – ثم وضعها في موضعها المناسب في القرآن وتحدى بها اليهود!!!
·    وكما أسلفنا هذه القصة مثل جامع لهيمنة القرآن الكريم على كتب السابقين، فكأن القرآن اطلع على كل الكتب السابقة التي تكلمنا عنها في هذا الفصل – ففصل بين الكتب المختلفة وأظهر المخفي منها والنادر وصوبه وصححه ونقاه من التفاصيل الخرافية وعرض العرض المبهر، وتحدى بذكرها في كتبهم، أي أن هذا المثل فيه تقريبًا كل صور هيمنة القرآن الكريم على كتب السابقين.
كما أن فيما ذكرناه رد على من نافق اليهود من المسلمين واستنكر قولنا أبناء قردة وخنازير وقال: لماذا نقول ذلك ونحن نعلم أنه غير صحيح ؟!!
أمر يُذكر في كتاب الله ونقول غير صحيح ؟!
ها نحن قد تبين لنا – وإن كان كلام الله ليس في حاجة لدليل – أن هذه القصة صحيحة ومذكورة في ثنايا كتب اليهود.

بركان عدن ونيران الحشر

بركان عدن ونيران الحشر

بقلم طارق عبده إسماعيل
كاتب إسلامي ـ خبير في الطب النبوي
صورة لبركان ثائر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
كان هناك شخص يضع نغمة مخصصة توقظه للصلاة.. هذه النغمة كانت آيات المنافقين في سورة النساء “إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا”.. أستغرب أحد أقاربه من وضعه لهذه الآيات.. وأقترح عليه وضع آيات محببة ومرغّبة مثل قول الله تعالى (( قد أفلح المؤمنون * اللذين هم في صلاتهم خاشعون..)).. فجاوبه بأنه يفضل آيات الترهيب لأنها تخلي الواحد (ينط) من مكانه ويقوم يصلي..
وطالب أخر كان يرجع من مدرسته بعد الظهر ويتغدي وينام وتروح عليه صلاة العصر ولا يصليها إلا مع المغرب , فبدأ علاج هذه المشكلة بأن وضع ورقة مكتوب عليها الحديث الشريف الذي يبين عقوبة ترك صلاة العصر وأنها محبطة للعمل , وجعل هذه الورقة أمام عينيه وبجواره عند النوم بعد الظهر, مما ساهم بشكل كبير في علاج هذه المشكلة.
السؤال الآن.. هل الترهيب علاج؟؟ وهل علاج الأمور التي ممكن تسبب لديني نقص قد يكون علاجها بالترهيب فوري وسريع.. وهل أصلا الترهيب علاج من الدين..
في مقالنا الذي سوف نعرضه الآن عن نار الحشر وأنها بالفعل موجودة وتحت أقدامنا وتنتظر إذن الخروج كما خرجت من قبل , وسنري مكان خروجها رأي العين كان علاج ترهيبي قوي بالفعل لنقص الدين والتهاون فيه , وقد غيرت مجري حياة كثير من الناس , ولعل ذلك سبب ذكر القرآن والسنة النبوية لهذه الأحداث المرعبة حتى يفيق الغافل والمستهتر....
فقد صح الحديث في النار التي تخرج من عدن وتحشر الناس، ففي صحيح مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة. قال: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.
وفي رواية عند مسلم:...نار تخرج من قعر عدن ترحل الناس.
وعند أبي داود: وآخر ذلك نار تخرج من اليمن من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر.
ولا يمنع من انتشار النار في الأرض كلها وجود البحار، فان البحار يوم القيامة تتفجر نارا، كما في إحدى تفسيرات العلماء لقول الله تعالى( وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ ) التَّكوير:6.
ولاسيما أن مدينة عدن يقع معظمها بالبحر المحيط وهي قد تكونت من بركان عظيم جداً أنفجر من جانب البحر وأستمر دهراً ثم بعد خموله وبروده أصبح له فوهة مقعرة ككل البراكين ولكنها كبيرة جداً جداً وأصبحت فيما بعد هي مدينة عدن التاريخية....... وما ذكرناه تجده مبين بصورة الأقمار الصناعية بكل وضوح.
لم يكن أحد يعرف في الماضي أن مدينة عدن فوق فوهة بركان حتى جاء الإنجليز واستعمروا عدن ومع بداية عصر الطيران ورصد المدن من ارتفاعات عالية عندئذ ظهرت مدينة عدن كمدينة مقعرة السطح وفوهة عظيمة لبركان عظيم هائل خامد كما قال رسول الله في الحديث السابق فسموها الإنجليز مدينة فوهة البركان (kraytar) وكان هذا الاسم المتداول بينهم وليس اسم عدن.
ولقد قامت البعثة الملكية البريطانية لعلوم البراكين خلال عام 1964م بدراسة بركان عدن الخامد بقيادة البروفيسورI.G.Gass
الذي بدأ ورقته العلمية بقوله (إن البراكين الحالية ما هي إلا ألعاب نارية أمام بركان عدن) وذلك من خلال التركيب البنيوي لتلك البراكين وبركان عدن , ونجد في مجلة Readers Digest 1979 مقالاً علمياً يقول أن بركان كراكاتو في إندونيسيا(Krakatau volcano) الذي إنفجر عام 1883م والذي اعتبروه العلماء أقوي بركان في ذاكرة البشرية المدونة وتسبب في مقتل ستة وثلاثون ألف شخص وسمع الناس دوي الانفجار علي بعد مسافة خمسة ألاف كيلومتر, وحجب الرماد والدخان البركاني ضوء الشمس لمدة أسبوع عن الكرة الأرضية وأدي البركان إلي تفتيت واختفاء معظم الجزيرة التي خرج منها ولقد قدر العلماء قوة هذا البركان بمائة قنبلة هيدروجينية...... وينتهي المؤلف إلي أن هذا البركان الضخم يعتبر مثل الألعاب النارية مقارنة ببركان عدن
مدينة عدن ويظهر جانب من الحمم البركانية والبحر المحيط


زحف نيران حمم أحد البراكين

فوهة أحد البراكين التي لا تقارن بالفوهة العظيمة لبركان عدن

بركان ثائر بجانب البحر (بركان جبل الطير ـ بجانب عدن)
ويقول المهندس / معروف عقبة في بحثه (عدن البعد التاريخي والحضاري): يعتبر بركان عدن أحد المراكز البركانية الستة التي تقع في خط بركاني واحد وتمتد من باب المندب عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر حتي مدينة عدن ولقد حدث مؤخراً منذ أيام نشاط أحد هذه المراكز البركانية الستة بجبل الطير قبالة سواحل اليمن بالبحر الأحمر وأخيراً نستعرض ملخص وجه الإعجاز العلمي والجغرافي والتاريخي والغيبي لحديث رسول الله عن مدينة عدن :
1-أخبر رسول الله أن عدن مدينة مقعرة الشكل فقال (قعر عدن) وهذا لم يتضح إلا بالتصوير عن بعد بالطيران أو بالأقمار الصناعية
2-أخبر رسول الله أن عدن تقوم علي بركان خامد , ولكن إمتداده بالفعل يصل للب الكرة الأرضية الذي هو معروف أنه كتلة ضخمة جداً من الحديد والنيكل المنصهر وقد خرجت الحمم النارية من هذا البركان في ثورة عظيمة في المياه القريبة من الساحل بالبحر المحيط كون بعدها هذا البركان جبل ضخم فوقه فوهة عظيمة كانت هي مدينة عدن , وستخرج النار مرة أخري من نفس المكان , وهذا أمر معتاد في معظم البراكين في العالم ,وسيكون الخروج الأخير في صورة أشد وأقوي سيسوق فيها البشر لمكان الحشر بأرض الشام ولا يمنع من انتشار النار في الأرض كلها وجود البحار، فان البحار يوم القيامة تتفجر نارا، كما في إحدى تفسيرات العلماء لقول الله تعالى( وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ )التَّكوير:6.
وكما هو معلوم أن البراكين الكبيرة تكون مصحوبة بزلازل بسبب تكسر طبقات القشرة الأرضية جراء إندفاع الحمم البركانية من قاع الأرض إلي الطبقات العليا مما يسبب إنزلاق لطبقات القشرة الأرضية محدثة ما يسمي بالزلزال من قبل خروج الحمم إلي سطح الأرض ثم بعد حدوث الزلزال تكون الحمم البركانية قد ألقت بأثقالها من الحدي المنصهر فوق سطح الأرض ولذا تجد قول الله سبحانه (إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها ) وهذا يعني أن نهاية أحداث أخر الزمان وبداية يوم القيامة ستكون نار من البراكين بالبر والبحر وأقواها علي الإطلاق نار بركان عدن تدفع الناس للحشر والحساب كما زكرت السورة الكريمة والحديث النبوي الشريف
هناك علاقة وثيقة بين الزلزال والبركان، فكلاهما يعمل بنفس الآلية، ويعتبر العلماء اليوم بعض الزلازل مؤشراً على قرب حدوث البركان الذي تقذف فيه الأرض كميات كبيرة من الحمم المنصهرة، ولذلك يقولون:
Such earthquakes can be an early warning of volcanic eruptions.
أي أن هذه الزلازل هي بمثابة إنذار مبكر للثورات البركانية.
من هنا ندرك أنه توجد علاقة بين الزلزال وبين ما تخرجه الأرض من صخور ملتهبة على شكل براكين، ولذلك فإن البيان الإلهي ربط هاتين العمليتين بعضهما ببعض فأكد على حدوث الزلزال أولاً ثم إخراج الأرض أثقالها (أي الصخور الملتهبة وهي طبعاً ثقيلة وأثقل من الصخور التي على سطح الأرض لإنها عبارة عن حديد ونيكل في معظمها) ومعلوم أن مركز ثقل الأرض هو كتلة ضخمها حجمها قد يصل لربع الكرة الأرضية، يقول تعالى: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) [الزلزلة: 1-2].
وهنا لابد أن نقف لحظة تأمل: مَن كان يعلم زمن نزول القرآن بوجود علاقة بين الزلزال وبين الحمم المنصهرة التي تقذفها الأرض عقب الزلزال؟ هذه الحقيقة لم يدركها العلماء إلا عندما نزلوا إلى أعماق المحيطات وشاهدوا التشوهات في الألواح الأرضية والانهيارات التي تسبب الزلازل القوية وخروج كميات هائلة من الصخور الملتهبة!
لقد أكد القرآن هذه الحقيقة أيضاً في نص كريم يتحدث عن يوم القيامة، يقول تعالى: (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ) [الانشقاق: 3-4].
ففي هاتين الآيتين إشارة واضحة إلى علاقة الزلازل بامتداد الأرض، أو بتعبير آخر بتمدد الألواح الأرضية وحركتها، وإلقاء ما بداخلها من حمم نتيجة هذا التمدد.
ولذا قد ذكر رسول الله مع حديث بركان عدن عدة خسوف وكما هو معلوم أن الخسف له علاقة بالزلازل أيضاً ويكون الترتيب العلمي الجيلوجي الحدثي مطابق لترتيب حديث رسول الله والأيات التي زكرناها كالتالي :- زلازل ثم خسوف ثم براكين وأقواها وأولها بركان عدن وبما أن البراكين معظمها تحت البحار فعندئذ سيكون ( وَإِذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ )التَّكوير:6 .
ونذكر حديث صحيح مسلم مرة أخي عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة. قال: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات، فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.
كتابة وتنسيق / طارق عبده إسماعيل / باحث بالطب النبوي
المصادر
مقالات من السي أن أن ومن جوجل أريس ومقال من جريدة المدينة للدكتور محمد علي البار العدد 16613 يوم 18 شوال 1429هجرية وبعض المقالات الأخري.
وهذا موقع متصل بلأقمار الصناعية ولايحتاج لبرنامج تحميل ومن خلاله ستري مدينة عدن داخل فوهة البركان العظيم ومحاط معظمها بمياه البحر المحيط كما عرضنا الصورة بأول مقالنا هذا

وثمود الذين جابوا الصخر بالواد

وثمود الذين جابوا الصخر بالواد

الدكتور منصور أبوشريعة العبادي
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
عندما يدرس الدارس الآيات القرآنية المتعلقة بقصص الأمم البائدة ويمعن النظر في الوصف القرآني للأماكن التي سكنها هؤلاء الأقوام يتوصل لحقيقة قطعية أن هذا الوصف لا يمكن أن يصدر عن بشر كسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لما فيه من معلومات دقة بالغة لا يمكن أن يفطن لها البشر خاصة إذا ما مروا بتلك الأماكن مرورا عابرا. ولقد أشار القرآن الكريم إلى أبرز أثر من أثار ثلاث أمم بائدة في سورة الفجر وهي عاد وثمود والفراعنة وذلك في قوله تعالى "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10)" الفجر.
فأما أبرز أثار عاد فهي مدينة إرم المجهولة وأما ثمود فقد اشتهروا ببناء بيوتهم في داخل صخور الجبال وأما الفراعنة فآثارهم معروفة في مصر.
وسنشرح في هذه المقالة وصف القرآن الكريم لآثار ثمود وهم قوم سيدنا صالح عليه السلام ونبين مدى دقة هذه الوصف لموقع مدينتهم وآثاراهم وذلك بالاستعانة بصور جوجل إيرث, فلقد بينت صور جوجل إيرث بما لا يدع مجالا للشك وجود مدائن صالح في واد متسع وأن هذا الواد يحتوي على كتل صخرية قام القوم بقطع ونحت هذه القطع الصخرية.
وبينت الصور كذلك مصدر الماء الذي حول هذا الوادي إلى واد خصب ينبت شتى أنواع المزروعات وذلك من خلال أودية عجيبة الأشكال تجلب الماء من الجبال المحيطة وتغذي بها رمال هذا الوادي دون أن تشكل منه سيولا تذهب إلى البحر هدرا بل تظهر كعيون ماء في مختلف أرجاء الواد.
وقد جاء ذكر ثمود في سور كثيرة من القرآن الكريم تبين آياتها جوانب كثيرة من قصة هؤلاء القوم مع الرسول الذي أرسل إليهم وهو سيدنا صالح عليه السلام كالمواعظ التي كان يعظهم بها والمعجزة التي أظهرها لهم ونوع العذاب الذي حل بهم.
وقد ظهرت ثمود بعد عاد وقبل قوم لوط وكذلك قوم شعيب وعلى هذا فإن أقل تقدير لفترة ظهورهم هو ما يزيد عن أربعة آلاف سنة من الآن حيث أن لوط عليه السلام هو إبن أخ إبراهيم عليه السلام وقد عاشا قبل أربعة آلاف سنة وهذا الترتيب لهؤلاء الأقوام قد ورد في قوله تعالى "وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89)".
تقع مدائن صالح كما تبين صور جوجل إيرث تماما على الخط الواصل بين المدينة المنورة ومدينة تبوك وهي على بعد ما يقرب من ثلاثمائة كيلومتر من المدينة المنورة ومائتي كيلومتر عن تبوك ومائة وخمسون كيلومتر إلى الشرق من مدينة الوجه الواقعة على البحر الأحمر وقد مر بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في طريقهم في غزوة تبوك في السنة التاسعة للهجرة
ومدائن صالح كما وصفها القرآن الكريم تقع في واد واسع يمتد من الشمال إلى الجنوب و يبلغ أقصى عرض له ما يقرب من خمسة عشر كيلومتر ثم يضيق وهو يتجه إلى الجنوب إلى أن يصل إلى أقل من كيلومتر عن مدينة العلا التي تقع إلى الجنوب من المدائن على بعد عشرين كيلومتر. ويحيط بهذا الواد سلاسل جبلية شاهقة فالسلسلة الغربية الشمالية من الواد يصل إرتفاعها إلى ألف وخمسمائة متر عن سطح البحر بينما يصل ارتفاع السلسلة الجنوبية الشرقية إلى ألف متر أما ارتفاع أرض الواد المنبسطة فيبلغ ثمانمائة متر عن سطح البحر. إن الشخص الذي يقف في مدائن صالح لا يمكن له أن يطلق على هذا السهل الواسع واديا بسبب عرضه البالغ ولكن الذي ينظر إليه من الجو ومن ارتفاع كاف يوقن بأن هذا المكان واديا كما هو واضح من صورة الجوجل إيرث المأخوذة من ارتفاع ثلاثين كيلومتر.
 إن حدود الواد من الجهة الشرقية واضحة تمام الوضوح في صورة جوجل إيرث أما من الجهة الغربية فمعالم الحدود غير واضحة في الصورة بسبب التدرج في إرتفاع الأرض.
إن الأمطار التي تسقط على سلسلة الجبال المحيطة بمدائن صالح تتجمع تحت رمال هذا الواد العظيم فتخرج على شكل ينابيع في أماكن مختلفة من الوادي استخدمها قوم صالح لزراعة مختلف أنواع المزروعات وخاصة النخيل منها.
ولا زال هذا الوادي واديا خصبا وفير المياه يستخدمه أهالي تلك المنطقة لإنتاج مختلف أصناف الثمار فقال عز من قائل واصفا ذلك الوادي في كتابه الكريم "كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِيمَا هَا هُنَا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158)" الشعراء.
إن حدود الواد من الجهة الشرقية واضحة تمام الوضوح في صورة جوجل إيرث أما من الجهة الغربية فمعالم الحدود غير واضحة في الصورة بسبب التدرج في إرتفاع الأرض.

وتظهر في الصورة التالية مدينة العلا والواحات المحيطة بها والتي تقع أسفل الوادي وتسقى بالماء الذي يجمعه الوادي تحت رماله من الجبال المحيطة به في الوقت الحالى مما يدل على أن هذا الوادي كان قبل ما يزيد عن أربعة آلاف سنة بأكمله واحة خضراء مملؤة بالقصور المبنية في السهول والبيوت المنحوتة في الصخور.
إن هذا الوادي الممتد والسهل يحتوي على كتل صخرية كبيرة وكثيرة موزعة في أرجاء أرض الوادي وقد يصل إرتفاع هذه الكتل إلى عدة عشرات من الأمتار عن سطح أرض الوادي. وقد قام القوم بنحت هذه الكتل الصخرية لبناء مساكن وقصور لهم في غاية الاتقان والجمال مصداقا لقوله تعالى "وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (74) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (76) فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)" الأعراف.
وتظهر الصور التالية المأخوذة من جوجل إيرث بعض الكتل الصخرية المنتشرة في أرجاء الوادي ككتل مجتمعة أو متفرقة وتقول كتب التفسير أن الله سبحانه وتعالى قد أخرج من أحدى هذه الكتل الصخرية ناقة عظيمة كمعجزة لثمود تثبت صدق صالح عليه السلام. ومما يلفت النظر في تركيبات هذه الصخور أنها تظهر على شكل كلمات مكتوبة بالخط العربي وذلك بسبب أنها تأتي على شكل حزم من الصخور المستطلية وبأطوال مختلفة. وأود أن أذكر القارئ الذي يحب أن يشاهد هذه الأشكال من جوجل إيرث أن يقلب الصورة بحيث يجعل إتجاه الشمال إلى أسفل كما هو واضح في المؤشر في أعلى يمين الصورة التالية.

وتظهر الصور  بعض البيوت والقبور التي نحتها قوم ثمود في هذه الصخور مما يدل على ما أتاهم الله من قوة ومهارة ولكن هذه البيوت المحصنة لم تحمهم من عذاب الله بعد أن كذبوا نبيهم صالح عليه السلام وقاموا بقتل الناقة التي خلقها الله من الصخر والتي هي معجزة باهرة وكافية لاقناعهم بصدق نبيهم
وصدق الله العظيم القائل "وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64) فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ (68)" هود. ولا زالت هذه المساكن الرائعة مهجورة لا يسكنها أحد مصداقا لقوله تعالى "وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59)" القصص.
المراجع
1- .القرآن الكريم
2- تفاسير ابن كثير والطبري والقرطبي
3- جوجل إيرث

التطاول في البنيان

التطاول في البنيان

إعداد فراس نور الحق
مدير موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن
شكل افتراضي لبرج دبي بعد انتهاءه والذي سوف يبلغ ارتفاعه 808متر 
ورد في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل بعض من علامات قرب قيام الساعة أجارنا وإياكم من فزعها ومن فزع يوم القيامة: عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سلوني فهابوه أن يسألوه. فجاء رجل فجلس عند ركبتيه. فقال: يا رسول الله! ما الإسلام؟ قال "لا تشرك بالله شيئا. وتقيم الصلاة. وتؤتى الزكاة. وتصوم رمضان" قال: صدقت. قال: يا رسول الله ! ما الإيمان؟ قال "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتابه، ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث، وتؤمن بالقدر كله" قال: صدقت. قال: يا رسول الله! ما لإحسان؟ قال "أن تخشى الله كأنك تراه. فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك" قال صدقت. قال : يا رسول الله! متى تقوم الساعة؟ قال" ما المسئول عنها بأعلم من السائل. وسأحدثك عن أشراطها. إذا رأيت المرأة تلد ربتها فذاك من أشراطها وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها. وإذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان فذاك من أشراطها. في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله. ثم قرأ: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير}. [31/ سورة لقمان، آية 34].
وورد في كتاب كنز العمال للمتقي الهندي :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من أشراط الساعة أن ترى الرعاة رؤوس الناس، وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتباهون في البنيان، وأن تلد الأمة ربها وربتها).
معاني الألفاظ:
البَهْم جمع بَهْمَة وهي ولد الضأن الذكر والأنثى، وجمع البَهْم بِهَام، والمقصود رعاة البهائم مثل الإبل والغنم وما شاكلها.
ورد في شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني ما نصه :
"ومعنى التطاول في البنيان أن كلا ممن كان يبني بيتا يريد أن يكون ارتفاعه أعلى من ارتفاع الآخر".

أشارت صحيفة كويتية نقلا عن "ميد" أن منافسة حادة تواجه برج دبي، من المشاريع الأخرى في الخليج التي يطمح القائمون عليها أن يتجاوز ارتفاعها ارتفاع برج دبي الذي قالت إن ارتفاعه -على الورق على الأقل- يقدر بحوالي 808 أمتار.
وقالت جريدة "القبس" الكويتية في عددها الصادر اليوم الإثنين 27-8-2007 "لكن فيما يعول أصحاب المشاريع على الشهرة والمجد في السباق على بناء أطول برج أملا في تحقيق عوائدها، قد يكون إنفاقهم للأموال في هذه الاستثمارات ذا أمل ضئيل بعودتها".
شكل يوضح أطوال الأبراج التي يتم بناءها الان في الخليج العربي  
منافسة إقليمية
وفي الكويت، تخطط شركة تمدين العقارية وأجيال لبناء برج يبلغ ارتفاعه 1001 متر ويدعى برج مبارك الكبير، وهو جزء من مشروع تطوير مدينة الحرير التي تبلغ كلفتها 86 مليار دولار.
وفي البحرين، سيشمل مجمع مدينة مرجان على 200 طابق على ارتفاع 1022 مترا. وتثير هذه المشاريع التي سيتم البدء بها جدلا، وفي حين ستساعد قيمة العلاقات العامة من وراء الحصول على مبان هي الأعلى ارتفاعا في العالم بوضع المدينة على الخريطة، فإن الواقع الاقتصادي والبنيوي للمباني العالية يبقى محط تساؤل كبير. سباق على بناء أطول الأبراج في دول الخليج وتساؤلات عن جدواها وجماليتها وتأثيرها البيئي . ترتسم ملامح معركة شرسة بين دول الخليج الغنية بالنفط لتشييد أعلى مبنى في العالم، خصوصاً بعد الاعلان عن عزم الامير الوليد بن طلال تشييد برج في السعودية يتجاوز ارتفاعه 1600 متر، متخطياً بذلك كل الحدود النفسية والهندسية. ومع هذا البرج، يذهب الامير السعودي الذي يعتبر من اغنى رجال العالم، أبعد مما ذهب اليه حتى الآن منافسوه الخليجيون المعلنون، خصوصاً في دبي والكويت. و الرسالة مرفقة ببعض الصور عن أبراج في الدوحة ودبي والكويت.
وجه الإعجاز:
إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أن رعاة الشاة والإبل وهم العرب سكان البادية (فمن كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم كان مشهوراً برعي الإبل والشاة إلا العرب) سوف يتطاولون في البنيان ويتباهون بها حتى يحاول كل منهم أن يبني بنياناً يكون أعلى من نظيره وظهر هذا فسبحان الله تعالى من أخبر محمد صلى الله عليه وسلم عن هذا قبل أكثر من 1400سنة إنه الله تعالى رب العالمين.